وعندما وصل فرسانه فجأة إلى الشاطئ الشرقي للنهر وهاجموا القوات النمساوية، أمر نابليون الرماة (رماة القنابل اليدوية) أن يشقوا الطريق عبر الجسر فحاولوا لكن المدافع النمساوية أوقفت تقدمهم، فاندفع نابليون متقدما وانضم إلى كل من لان Lannes وبيرثييه رضي الله عنهerthier في قيادة المجموعة فهزم النمساويون وأسر منهم ألفان، فانسحب بوليو رضي الله عنهeaulieu إلى مانتوا Mantua واستراح الجيش الفرنسي مدة يوم ثم دخل ميلان وبسبب هذه الواقعة وهي اندفاع القوات الفرنسية بقيادة بونابرت بشكل انتحاري وبروح عالية في الوقت نفسه معرضا نفسه لنيران العدو أطلق عليه تدليل محبب وهو "العريف الصغير Le petit Caporal "·
وبعد هذا الانتصار بفترة وجيزة تلقى نابليون من حكومة الإدارة اقتراحاً مهينا له حتى إنه نص في رده لهم عن تخليه عن مهامه مضحيا بما وصل إليه من مجد· فهؤلاء الرجال الخمسة (حكومة الإدارة) الذين كانوا ينعمون بالمهرجانات الاحتفالية عندما تصل أخبار انتصارات نابليون إلى باريس، أخبروه (7 مايو) بضرورة أن ينقسم جيشه الآن إلى قسمين؛ قسم يقوده الجنرال فرانسوا إيتين كيلرمان Francois-صلى الله عليه وسلمtienne Kellermann ( ابن محقق نصر فالمي) ليعهد إليه حماية الفرنسيين في شمال إيطاليا من هجمات النمساويين، وقسم بقيادة بونابرت ليتجه به جنوبا ليضم الولايات الباباوية Papal States ومملكة نابلي إلى الحكم الفرنسي·
ولم ير نابليون في هذا الاقتراح حيفا أو ظلما لشخصه فحسب وإنما رأى فيه خطأ إستراتيجيا أساسيا، فالهجوم على الباباوية لن يثير فحسب كاثوليك أوربا كلهم بمن فيهم كاثوليك فرنسا على الثورة الفرنسية، وإنما سيكون كاثوليك النمسا مستعدين بالفعل لإرسال جيش قوي بقيادة الفيلد مارشال كونت داجوبيرت فون فيرمسر Field Marshal Count عز وجلagobert von Wurmser ( فورمسر) لطرده (أي طرد نابليون) إلى فرنسا· لذا فقد أجاب نابليون بأن الجيش الفرنسي في إيطاليا في حاجة لأن يكون موحدا مزودا بما يلزمه ليحافظ على مكاسبه ولا يمكن أن تتم قيادته بنجاح إلا بقيادة واحدة، لذا فهو - أي نابليون - سيترك موقعه القيادي للجنرال كيلرمان وسيقدم استقالته·