لكن ما حدث هو أن موته لم يكن بسلام وإنما ملطخاً بالدم كما هو المألوف في ذلك الوقت فالبلوتوقراط (ذوو النفوذ الناشئ عن ثرواتهم plutocrats) والملكيون الذين كانوا قد استولوا على قسم (حي) الليبليتيير Lepeletiere في باريس حول البورصة، قاموا بحركة تمرد على التشريعات التي ولدت من جديد، وانضمت إليهم أحياء أخرى لأسباب مختلفة تخصها، وكونوا جميعا قوة قوامها 25,000 رجل وتقدموا إلى عدة مواقع فتحكموا في التوليري ومن ثم في المؤتمر الوطني (5 أكتوبر، 1795/ 13 فيندميير Vendemiaire بالتقويم الجمهوري) فعين نواب المؤتمر المرعوبون بارا لتولى أمور الدفاع كيفما اتفق فعين بدوره بونابرت وكان في السادسة والعشرين من عمره، وكان وقتها عاطلا في باريس (أي بلا عمل) ليجمع الرجال والمؤن والأهم من ذلك المدفعية·
وكان بطل طولون Toulon يعرف مكان المدافع فأرسل مورا Murat مع قوة لتأمينها فأحضروها ووضعوها في مراكز تشرف على المتمردين المتقدمين، وصدرت النداءات للمتمردين بالتفرق، فاحتقروها، فأمر نابليون بإطلاق المدافع فسقط ما بين مائتي قتيل وثلاثمائة جريح وفر الباقون، وأحيا المؤتمر الوطني بذلك آخر محاكماته المصحوبة بالتعذيب ودخل نابليون الحاسم القاسي لتكون أعماله وسيرته من أكثر المشاهد دراماتيه في التاريخ الحديث·
وفي 26 أكتوبر حل المؤتمر الوطني نفسه وفي الثاني من نوفمبر سنة 1795 بدأ الطور الأخير للثورة الفرنسية·
وفي هذه الأثناء قاد نابليون رجاله ليخوض بهم اثنتي عشرة معركة للفوز بدرة لومبارديا مدينة ميلان الغنية المتحضرة· وعند لودي Lodi على الشاطئ الغربي للأدا صلى الله عليه وسلمdda لحقت قواته الرئيسية بالقوة الرئيسية في الجيش النمساوي بقيادة بوليو رضي الله عنهeaulieu، فتراجع بوليو وعبر النهر فوق جسر خشبي طوله 200 متر تم نصب مدافعه في مواقع تسمح له بمنع الفرنسيين من القيام بعبور مماثل، فأمر نابليون فرسانه بالاتجاه شمالا حتى يجدوا مخاضة يعبرون المجرى منها، ومن ثم يتجهون جنوبا لمهاجمة مؤخرة الجيش النمساوي· واحتفظ نابليون بمشاته خلف أسوار المدينة ومنازلها، وشارك بفعالية في توجيه نيران مدافعه إلى المدافع النمساوية التي تحمي الجسر·