وفي باريس وجدنا اجتماعات الأحياء التي كان يسيطر عليها العامة (السانس كولوت) في وقت من الأوقات أصبحت الآن بشكل متزايد يسودها رجال الأعمال، بل وقبض على زمام الأمور فيها الملكيون وكانت صالات المسارح تضج بالتصفيق استحسانا عندما يرد في سياق المسرحية حديث عن "أيام زمان الطيبة" قبل سنة 1789 وأصبح الشباب الذين كانوا في حالة ثورة دائمة يشاغبون أو يتمردون على الثورة فنظموا أنفسهم في روابط كرابطة الشباب الأنيق (الترجمة الحرفية: الشباب المموه بالذهب) Jeunesse عز وجلoree ورابطة الهوى Merveilleux ( أو العجيب كما تفيد الكلمة في القواميس الفرنسية) ورابطة الشباب الغندو أو الأنيق Muscadins ( أو شباب الثمار أو الفاكهة على وفق المقابل الإنجليزي الذي - وضعه المؤلف لها Fruits) وراحوا يتباهون بملابسهم الغالية الغريبة وشعورهم الطويلة المعقوصة يجوبون الشوارع حاملين الهراوات الخطرة معبرين بجسارة عن مشاعرهم الملكية· لقد أصبح من غير الملائم (مما لا يتمشى مع المودة) أن يؤيدوا الحكومة الثورية بدليل أنه عندما سرى خبر مبتسر عن حل المؤتمر الوطني قوبل ذلك بالفرح حتى إن بعض الباريسيين رقصوا في الشوارع·
لكن المؤتمر الوطني استمات للاستفادة مما بقي له من وقت، ففي يونيو سنة 1795 بدأ في وضع دستور جديد مختلف كثيرا عن الدستور الديمقراطي غير العملي الصادر في سنة 1793 والآن فقد تبنى المؤتمر الوطني نظاما توجد بمقتضاه هيئتان تشريعيتان إحداهما عليا مكونة من النواب الأكبرين سنا والأكثرين خبرة، وموافقة هذه الهيئة العليا Upper Chamber يعد ضروريا لإقرار أي إجراء تتبناه الهيئة الأخرى (الأدنى درجة Lower chamber) الأكثر انفتاحا واتصالا مباشرا بالحركات الشعبية والأفكار الجديدة· فالشعب كما قال بويسى دنجلا رضي الله عنهoissy d'صلى الله عليه وسلمnglas ليس على الدرجة الكافية من الحكمة والتوازن ليقرر سياسة الدولة ·