قصه الحضاره (صفحة 14801)

وحثه أصدقاؤه أن يأخذ المبادرة ويهاجم لجنة الأمن العام أمام المؤتمر الوطني، لكنه كان مرهقا جدا معتل الإرادة فلم يشأ أن يعقب اجتماعاته التاريخية بحماقة · لقد استنفدت مقاومة أمواج الثورة طوال أربع سنوات طاقته وقد ترك الآن الأمواج التحتية (غير الظاهرة) تحمله بعيدا دون مقاومة · لقد قال: "لأن تقطع المقصلة رقبتي أفضل عندي من أن أقطع رقاب الآخرين" (لم يكن أمره كذلك دائما) "بالإضافة إلى أنني سئمت البشر" ·

وكان من الواضح أن بيلو - فارين - رضي الله عنهillaud Varenne هو الذي أخذ المبادرة بالتوصية بالقضاء على حياة دانتون، واتفق معه كثيرون من أعضاء لجنة الأمن العام لأن معنى السماح باستمرار سياسة المتسامحين Indulgents هو تسليم الثورة لأعدائها في الداخل والخارج ·

وكان روبيسبير لفترة يعارض فكرة "اختصار" حياة دانتون، لكنه شارك أعضاء اللجنة الآخرين الاعتقاد بأنه - أي دانتون - سمح لجزء من أموال الدولة بالتسرب بين أصابعه، لكنه أدى خدمات للثورة، وكان روبيسبير يخشى أن يؤدي الحكم بالإعدام على واحد من أكبر زعماء الثورة إلى عصيان مسلح في أحياء باريس وفي الحرس الوطني·

وخلال فترة تردد وربيسبير هذه كان دانتون يزوره لمرتين أو ثلاثة لا ليدافع عن ذمته المالية فحسب، وإنما ليحول هذا الوطني العنيد (روبيسبير) إلى سياسة السلام وإنهاء حكم الإرهاب، لكن روبيسبير ظل غير مقتنع بذلك بل وزادت شراسته، فساعد سان - جوست (الذي كان دانتون كثيرا ما يسخر منه) في إعداد التهمة ضد منافسه الكبير (دانتون) · وفي 30 مارس جمع لجنة الأمن العام ولجنة الضمان العام لاتخاذ قرار مشترك (واحد) ليضمن إصدار المحكمة الثورية حكما بالإعدام على دانتون وديمولان واثني عشر شخصا أدينوا مؤخراً بالاختلاس · ونقل واحد من أصدقاء هذا الجبار (التيتان Titan) الأخبار إليه وحثه على مغادرة باريس والاختباء في إحدى المحافظات، لكن "الجبار" (المقصود دانتون) رفض العرض· وفي صباح اليوم التالي قبض عليه البوليس الذي قبض أيضا على ديمولان عز وجلesmoulins الذي يعيش في طابق فوق الطابق الذي يسكن فيه دانتون في البناية نفسها ·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015