وعمل (روبيسبير) على ألا يتحد أعداؤه وعمل على تحويل معارضتهما له إلى معارضة كل واحد منهم للآخر فقد شجع هجوم دانتون وديمولان على هيبير (إيبير) ورحب بمساعدتهما في شجب الحرب على الدين، وعول هيبير Hebert على شغب أهل المدن بسبب غلاء أسعار الطعام وندرته · ووجه النقد لكل من الحكومة وجناح المتساهلين المطالبين بالتسامح وإنهاء الإرهاب Indulgents، وفي 4 مارس 1794 أدان روبيسبير وذكره بالاسم، وفي 11 مارس هدد أتباعه في نادى الكوردليير (لأن هذا النادي أصبح أعضاؤه يجتمعون في مقر دير سابق للرهبان الفرانسيسكان - الكوردليير) صراحة بعصيان مسلح ·
واتفقت غالبية لجنة الأمن العام مع روبيسبير على أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراء، فتم القبض على هيبير وكلوت Cloots وعدد آخر غيرهما وحوكموا بتهمة ارتكاب أعمال محظورة عند توزيع المؤن على الناس، وكانت تهمة ماكرة لأنها جعلت العوام من السانس كولوت يتشككون في قادتهم الجدد، وقبل أن يستطيع هؤلاء المتهمون إثارة الناس، جرى اتهامهم واقتيادهم بسرعة إلى المقصلة (في 24 مارس)، وانهار هيبير وبكى، أما كلوت، فبقى باردا هادئا - بطريقة تيوتونية منتظرا دوره ليموت، وخاطب الجماهير قائلا: "يا أصدقائي لا تخلطوا بيني وبين هؤلاء الأنذال" ·
ولا بد أن دانتون قد تحقق أنه كان قد استخدم كأداة ضد هيبير وأنه أصبح الآن قليل القيمة بالنسبة للجنة (لجنة الأمن العام)، ومع هذا فقد استمر في محاولاته في تحويل اتجاه اللجنة إلى الرحمة والسلام · وهي سياسة تتطلب من الأعضاء نبذ الإرهاب الذي حافظوا من خلاله على مقاعدهم، ونبذ الحرب التي بررت دكتاتوريتهم ·
وحث دانتون على إنهاء عمليات القتل فقال: "دعونا نترك شيئا لذبح الآراء (بدلا من البشر) " وظل يخطط لمشروعات تعليمية وإصلاحات قضائية · وظل جريئاً متحديا إذ قال له أحدهم إن روبيسبير يخطط للقبض عليه، فأجابه: "إذا ظننت أن مجرد فكرة كهذه في رأسه فسأجعل قلبه يذوب حسرات" فحكم الإرهاب قد حول فرنسا في غالبها إلى دولة من دول الطبيعة ( State Nature) فغدا معظم الناس يشعرون أنه يجب عليهم أن: "يأكلوا قبل أن يؤكلوا"·