أتريدونني أن أعترف بهذه الحرية (بمعناها الثاني الذي أقره) وأخر عند قدميها وأسفك دمي من أجلها؟ إذن أفتح السجون وأخرج منها من بلغ عددهم 200,000 ممن تسمونهم المشتبه فيهم ··· لا تظنوا أن في هذا الإجراء نهاية للجمهورية · إن العكس هو الصحيح· إنه إجراء أكثر ثورية مما تظنون · أتريدون إبادة أعدائكم كلهم بقطع رقابهم بالمقصلة؟ أهناك جنون أكثر من هذا؟ أيمكنكم أن تنهوا حياة شخص من غير أن توجدوا لأنفسكم عدوين من بين أسرته وأصدقائه؟
إنني مختلف تماما مع أولئك القائلين بضرورة الإبقاء على الإرهاب كنظام لهذه الفترة، إنني على ثقة من أن الحرية ستتأكد وأن فرنسا ستفتح أوربا حالما تصبح لجنتكم لجنة للرحمة والاعتدال Committee of Clemency "·
وانزعج روبيسبير - الذي كان حتى الآن صديقا لديمولان - من دعوته لفتح السجون، فهؤلاء الارستقراطيون والقسس والمضاربون والبورجوازيون المنتفخون، ألن يواصلوا - إذا ما أطلق سراحهم - بغير تردد مشروعاتهم لاستغلال الجمهورية وتدميرها؟ لقد كان روبيسبير مقتنعا أن خوفهم من القبض عليهم وإدانتهم إدانة سريعة، وشبح الموت المتراقص أمامهم، هي وحدها القوة التي تبعدهم (أعداء الجمهورية) عن حبك المؤامرات ضدها والعمل على إسقاطها ·
لقد شك روبيسبير في أن تحول دانتون المفاجئ إلى سياسة الرحمة إنما هو خدعة لينقذ من نصل المقصلة بعض الذين قبض عليهم مؤخرا لقيامهم بأعمال محظورة ممن لهم علاقة به، ولحماية نفسه (دانتون) إذا افتضحت علاقته (أي دانتون) بهم · وكان بعضهم - فابر دجلانتين Fabre d'صلى الله عليه وسلمglantine وفرنسوا شابو Francois Chabot - قد حوكما في 17 يناير سنة 1794 واتضح أنهما مذنبان · وانتهى روبيسبير إلى أن دانتون وديمولان يميلان إلى التخلي عن مقعديهما وإنهاء أعمال لجنة الأمن العام · وخلص روبيسبير إلى أنه لن يكون آمناً أبدا طالما ظل صديقاه القديمان هذان على قيد الحياة ·