ونقل عوام باريس (السانس كولوت) ولاءهم من روبيسبير إلى هيبير Hebert وشومت Chaumette لأنهم اعتبروا أن لجنة الأمن العام قد أساءت إدارة الاقتصاد وأن المستغلين والمتربحين قد حاصروا "سفينة" الدولة وراح عوام باريس يصغون بشغف ورغبة إلى اقتراحات بتأميم الثروات والممتلكات كلها أو - على الأقل - الأراضي · واقترح أحد زعماء الأحياء (أقسام باريس) معالجة المحنة الاقتصادية بقتل الأثرياء كلهم · وبحلول عام 1794 كانت هناك شكوى عامة بين العمال من أن البورجوازية قد سرقت الثورة (جعلتها لصالحها) ·
وفي نهاية 1793 ظهرت تحديات جديدة للجنة الأمن العام سببها زعيم ثوري قوي وصحفي لامع · فرغم الشراسة الظاهرة التي يبديها دانتون عز وجلanton فقد كان به لمسة محببة لدرجة أنه جفل عند إعدام الملكة وبسبب العنف الشديد في فترة الإرهاب، فعند عودته من أرسيز صلى الله عليه وسلمrcis حكم بأن طرد الغزاة من فرنسا وإعدام معظم أعداء الثورة النشيطين لم يعد يترك مسوغا معقولاً للحرب أو الإرهاب وعندما عرضت بريطانيا السلام أوصى بقبوله، أما روبيسبير فقد رفض وكثف من الإرهاب على أساس أن الحكومة ما تزال تواجه العقبات التي يضعها غير الموالين والمتآمرين والمفسدين ·
أما كاميل ديمولان Camille عز وجلesmoulins الذي كان في وقت من الأوقات سكرتيرا لدانتون وصديقه المعجب به وقد كان مثله ينعم بزواج سعيد، فقد أسس جريدة هي "الكوردليري العجوز Le Vieux Cordelier" ( الكلمة كوردليير تعنى الراهب الفرانسيسكاني لكن هذا ليس هو المعنى المقصود فقد تم إنشاء ناد ثوري كما ذكرنا في سياقات سابقة في مقر دير للرهبان الفرانسيسكان بعد طرد الرهبان منه، فعرف بنادي الكوردليير) جعلها المتحدث الناطق باسم المتسامحين أو دعاة السلام، ودعا من خلالها إلى إنهاء حكم الإرهاب:
"الحرية ليست إحدى عذراوات الأساطير اللائي يشاهدن في الأوبرا، وليست غطاء رأس (كاب) أحمر وليست قميصا قذرا أو أسمالا · إنما الحرية هي السعادة والعقل والمساواة والعدالة، وإعلان حقوق الإنسان الذي هو دستوركم الأعلى الذي لا يزال يدعو إلى التحرر ·