هذه الانتصارات الآنف ذكرها وانتصارات كليبر في الفندي أطلقت يد لجنة الأمن العام في التعامل مع المشاكل الداخلية · لقد كان هناك زعم بوجود "مؤامرة أجنبية" لاغتيال قادة الثورة وإن لم يوجد دليل على ذلك · وانتشر الفساد (خراب الذمم) في مجال إنتاج المؤن للجيش وتسليمها له "ففي جيش الجنوب فقد 30000 زوج من السراويل (البناطيل) - فكانت أكثر الفضائح خزيا" وساعدت المضاربات على عمليات التلاعب في السوق مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشدة · ولم تعد الأسعار التي حددتها الحكومة (حددت لها سقفا Maximum) تسري إلا على المنتجات المهمة، ولكن المنتجين اشتكوا من أنهم لا يستطيعون الاحتفاظ بهذا السقف (الحد الأقصى للأسعار كما حددته الحكومة) إذا لم يتم ضبط أجور العمال أيضا ·
وجرت مواجهة التضخم لفترة، ولكن الفلاحين والصناع والتجار خفضوا الإنتاج وزادت البطالة بينما الأسعار ترتفع وراحت المؤن تقل وراحت ربات البيوت يقفن في الصفوف للحصول على الخبز والحليب واللحم والزبد والزيت والصابون والشموع وخشب التدفئة · وراحت الصفوف تبدأ منذ منتصف الليل ليكون لمن فيها السبق في الحصول على المواد المطلوبة، فراح الرجال والنساء ينطرحون عند مداخل المحلات على الممرات انتظارا لفتح المحلات لأبوابها، وتحرك الصفوف للحصول على المؤن · وهنا وهناك راحت المومسات الجائعات يعرضن بضاعتهن على الواقفين في الطابور· وفي حالات كثيرة كانت جماعات قوية مسلحة تقتحم المخازن لتحمل معها ما تريد من بضائع وتدنت الخدمات البلدية وانتشرت الجرائم وكان عدد أفراد البوليس قليلا، وامتلأت الشوارع بالقمامة، وأفسدت جو المدن، واعترت ظروف مشابهة روان وليون ومرسيليا وبوردو ·