إلا بفضل اللغة والنظام الاجتماعي. فتاريخ البشر ليس هبوطاً من حالة الكمال الأصلية، كما جاء في سفر التكوين، بل صعود بطئ أليم (125) "
وقد لمس الشاعر جيته تاريخ العلم في نقاط عديدة. ففي 1786 اكتشف العظم البينفكي، وفي 1790 ألمع إلى أن الجمجمة مؤلفة من قفاز معدلة. وتوصل -دون اعتماد على كاسبار فولف- إلى النظرية القائلة بأن جميع أجزاء النبات تعديلات في الأوراق، وذهب إلى أن جميع النباتات انحدرت بالتطور العام من مثال أصلي واحد سماه Urpfanze.
وآخر العلماء في شجرة دارويني اقرن الثامن عشر هو جد داروين العظيم. وأرزمس داروين هذا شخصية طريفة طرافة تشارلز حفيده. ولد في 1731، وتلقى علومه في مكبردج وأدنبرة، وشرع في ممارسة الطب في توتنجهام، ثم في لتشفيلد، ثم في داربي، حيث توفي عام 1802. وكان يركب بانتظام من لتشفيلد إلى برمنجهام (خمسة عشر ميلا) ليحضر حفلات عشاء "الجمعية القمرية" التي كان روحها المحرك، التي أصبح بريستلي أشهر أعضائها. ومن الرسالة التالية التي بعث بها داروين الجد إلى ماثيو بولتن معتذراً عن غيابه عن اجتماع للجمعية تشرق شخصية ألمعية محببة للنفس. قال:
"يؤسفني أن منعتني الشياطين التي تصيب البشر بالأمراض ... من مشاهدة جميع رجالكم العظام في سوهو (برمنجهام) اليوم. ليت شعري أي إبداعات، وأي ذكاء، وأي بلاغة- ميتافيزيقية، وميكانيكية، وصاروخية- ستحلق في جو اجتماعكم، يتقاذفها كالمكوك لفيف فلاسفتكم؟ - بينما يقضى على أنا المسكين، حبيس مركبة البريد، بأن تخضني هذه المركبة، وترجني، وتهزني، وترضني، على طريق الملك، لكي أخوض حرباً مع وجع في معدة إنسان، أو حمى في جسده (126) ".
ووسط هذه الحياة الحافلة بالشواغل كتب كتاباً قيما سماه زونوميا (فسيولوجيا الحيوان) (1794 - 96) مزج فيه الطب بالفلسفة، وعدة مجلدات من شعر العلم: "الحديقة النباتية" (1788)، و"غراميات