قصه الحضاره (صفحة 1117)

الفيلسوف من نماذج كلها جد وصرامة، جمعت في الشي- جنج، أي "كتاب الأغاني" وقيلت في فترة تزيد على ألف عام تمتد من أيام الشعر القديم الذي قيل في أيام أسرة شانج إلى الشعر ذي الصبغة الحديثة الذي قيل في زمن معاصر لفيثاغورس. وتبلغ عدة هذه القصائد الباقية خمس قصائد وثلثمائة قصيدة، وكلها موجزة إيجازا يجعلها مستعصية على الترجمة، ذات تصوير إيحائي، تتحدث عن الدين ومتاعب الحرب وهموم الحب.

والى القارئ أمثلة من نواح الجنود الذين انتزعوا من بيوتهم في غير الأوقات المناسبة؛ ليلقى بهم في مخالب المنايا لغير سبب تدركه عقولهم:

ألا ما أعظم حرية الإوز البري وهو يطير في الفضاء

ثم يتمتع بالراحة فوق أغصان شجر اليو الملتف الكثيف!

أما نحن الدائمو الكدح في خدمة الملك،

فإنا لا نجد من الوقت ما نزرع فيه الذرة والأرز

ترى على أي شيء يعتمد آباؤنا؟

حدثيني أيتها السماء النائية الزرقاء!

متى ينتهي هذا كله؟ ..

وهل في الاشجار أوراق لم تصبح بعد أرجوانية؟

وهل بقي في البلاد رجل لم ينتزع من بين ذراعي زوجته؟

رحمة بنا نحن الجنود: -

ألسنا نحن أيضا آدميين؟

وفي القصائد كثير من أغاني الحب المختلفة النغم التي تضرب على أوتار القلوب، وان كان ذلك العصر يبدو لنا لفرط جهلنا عصر الهمجية الصينية وبداية تاريخها. ونحن نستمع في احدى هذه القصائد إلى صوت الشباب المتمرد إلى أبد الدهر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015