سنوات من ذلك دعاهم إلى الاجتماع ثانية وطلب منهم ثلاثة ملايين جيلدر، فوافقوا، على شرط انسحاب القوات الأسبانية من الأراضي الوطيئة. فأقر هذا الشرط، ولكنه محا ما في هذا التنازل من ترضية بالحصول على إذن من البابا بإنشاء أحد عشرة أسقفية جديدة في الأراضي الوطيئة، على أن يعين في هذه الأسقفيات رجالاً يرتضون تنفيذ القوانين التي سنها والده ضد الهرطقة وعندما أبحر فيليب إلى أسبانيا في 26 أغسطس 1559 - إلى غير رجعة إلى الأراضي الوطيئة- كانت قد تشكلت خطوط الصراع الاقتصادي الديني الكبير.
1559 - 1567
كان فيليب قد عين مرجريت دوقة بارما نائبة له. وهي ابنة شرعية لشارل الخامس من أم فلمنكية. وكانت قد نشأت وترعرعت في الأراضي الوطيئة، وعلى الرغم من طول مقامها في إيطاليا، فإنها استطاعت أن تلم بالفلمنكية. إن لم يكن بالهولندية كذلك. ولم تكن ضيقة الأفق ولا متعصبة، ولكنها كانت كاثوليكية ورعة، حرصت على أن تغسل في الأسبوع المقدس من كل عام أقدم اثنتي عشرة من العذارى وتمنحهن مهور الزواج. وكانت مرجريت امرأة قديرة عطوفة، ولكن عصفت بها بشكل مزعج رياح الثورة.
لقد حد المستشارون الذين عينهم فيليب من سلطان مرجريت. وكان أجمونت وأورنج من بين أعضاء مجلس الدولة لديها. ومذ رأى هذان العضوان أنهما ينهزمان دائماً أمام رأى الأعضاء الثلاثة الآخرين في المجلس فإنهما امتنعا عن الحضور. وفي هذا الثالوث الناشئ برزت وسيطرت شخصية أنطوان برينو أسقف آراس. المعروف في التاريخ باسم الكاردينال دي جرانفل. وكان رجلاً كريماً وفقاً لفلسفته وتفكيره، وكان ينزع-