قصه البشريه (صفحة 45)

وليست الحرية - أيضا - بالسير وراء الأطماع التي لا تقف عند حد، دونما مبالاة في آثارها على الآخرين؛ فهل يعد من الحرية ما يقوم به الأقوياء من سطو على الضعفاء، واستخفاف بحقوقهم، ومصادرة لآرائهم كما هي حال الدول الكبرى في عالمنا المعاصر؟

الجواب: لا؛ فالحرية الحقة - هي ما جاء به الإسلام، وهي الحرية المنضبطة التي تحكم تصرفات الإنسان، والتي يكون فيها الإنسان عبدا لربه وخالقه؛ فذلك سر الحرية الأعظم؛ فالإنسان إذا تعلق بربه خوفا، وطمعا، وحبا، ورجاءً، وذلًا، وخضوعا - تحرر من جميع المخلوقين؛ ولم يعد يخاف أحدا غير ربه، ولا يرجو سواه، وذلك عين فلاحه وعزته.

وبالجملة فالإسلام دين الكمال والرفعة، ودين الهداية والسمو.

وإذا رأينا من بعض المنتمين إليه وهنا في العزم، أو بعدا عن الهدى - فالتبعة تعود على أولئك، لا على الدين؛ فالدين براء، والتبعة تقع على من جهل الإسلام، أو نبذ هدايته وراء ظهره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015