ثم إن الإسلام يضبط الحريات؛ فلا يجعلها مطلقة سائمة في مراتع البغي والتعدي على حريات الآخرين؛ فالشهوة على سبيل المثال لو أطلقت لاندفع الإنسان وراء شهواته، التي تكون سببا في هلاكه؛ لأن طاقته محدودة، فإذا استنفذت في اللهو والعبث والمجون - لم يبق فيها ما يدفعها إلى الطريق الجاد، ويدلها على مسالك الخير؛ فليس من الحرية - إذا - أن يسترسل في شهواته وملذاته غير مبال بحلال أو حرام، وغير ناظر في العواقب.
إن نهايته ستكون وخيمة في العاجل قبل الآجل؛ إن ثرواته ستتبدد، وإن قواه ستنهار، وإن صحته ستزول، وبالتالي سيكون تعيسا محسورا.
ثم هب أن الإنسان أطلق لشهواته العنان هل سيجد الراحة والطمأنينة؟
الجواب: لا؛ وإذا أردت الدليل على ذلك فانظر إلى عالمنا المعاصر بحضارته المادية، لما أطلق حرية العبث والمجون، ولم يحسن استخدامها - حدثت القلاقل، والمصائب، والأمراض الجسدية والنفسية، وشاع القتل، والنهب، والسلب، والانتحار، والقلق، وأمراض الشذوذ.