ألا سائل هوازن يوم لاقوا ... فوارس من كنانة تعلمينا
لذي شرب وقد جاشوا وجشنا ... فأوعب في النفير بنو أبينا1
وقال:
قومي اللذو بعكاظ طيروا شررا ... من روس قومك ضربا بالمصاقيل2
وقال جذل الطعان:
جاءت هوازن أرسالا وإخوتها ... بنو سليم فهابوا الموت وانصرفوا
فاستقبلوا بضراب فض جمعهم ... مثل الحريق فما عاجوا ولا عصفوا
يوم الحريرة 3:
وهو آخر أيامهم، ثم التقوا على رأس الحول بالحريرة، وهي حرة إلى جنب عكاظ مما يلي مهب جنوبها، وعلى كل قوم رؤساؤهم السابقون. فاقتتلوا قتالا شديدا كان شؤما على قريش وأحلافها، قتل فيه من كنانة ثمانية نفر، وقتل أبو سفيان بن أمية أخو حرب جد معاوية. وكان يوما لهوازن فخره ونصره، فلعلع صوت شاعر هوازن بهذه الصاعقة المجلجلة:
إني من النفر المحمر أعينهم ... أهل السواء وأهل الصخر واللوب4
الطاعنين نحور الخيل مقبلة ... من كل سمراء لم تغلب ومغلوب
وقد بلوتم فأبلاكم بلاؤهم ... يوم الحريرة ضربا غير مكذوب
لاقتهم منهم آساد ملحمة ... ليسوا بدارعة عوج العراقيب
فالآن إن تقبلوا نأخذ نحوركم ... وإن تباهوا فإني غير مغلوب