يوم شرب 1:
ثم التقوا على رأس الحول في اليوم الثالث من عكاظ أيضا بشرب، وشرب من عكاظ, ولم يكن بين الفريقين يوم أعظم منه، صدقوا فيه الحملة، وصبروا حفاظا وحمية، وقد أبلت فيه قريش بلاء حسنا. وكان الذي أحماهم أن لهوازن عليهم يومين ذهبوا بفخرهما, فحافظت قريش وكنانة وصابرت بنو مخزوم وبنو بكر، وقيد ثلاثة من شجعان قريش وأشرافها أنفسهم، وقالوا: "لا يبرح منا رجل من مكانه حتى يموت أو نظفر"، وهم: أبو سفيان وحرب ابنا أمية وأبو سفيان بن حرب والد معاوية. وكان على الفريقين رؤساؤهم السابقون، واستمر القتال بهذه الشدة حتى انهزمت هوازن وقيس كلها رغم عددها وعدتها، إلا بني نصر, فإنهم صبروا مع ثقيف؛ وذلك لأن عكاظ بلدهم، لهم فيها نخل وأموال، إلا أنهم لم يغنوا شيئا ثم انهزموا أيضا, وقتلت هوازن يومئذ قتلا ذريعا. وذهبت بفخر هذا اليوم كله كنانة وقريش، فارتفعت أصوات شعرائهم تخلِّد هذا النصر المؤزر، وما لها لا تفعل وقد لقيت خزيا كبيرا من شعراء هوازن؟! وما شأن شاعر تفقده أمته يوم الحاجة؟! وأي غناء لشاعر لا قوم له؟! فقال أمية بن أبي الأسكر الكناني: