فجاءوا عارضا بردا وجئنا ... كما أضرمت في الغاب الوقودا

فعانقنا الكماة وعانقونا ... عراك النمر واجهت الأسودا

ونادوا يا لعمرو لا تفروا ... فقلنا لا فرار ولا صدودا

فولوا نضرب الهامات منهم ... بما انتهكوا المحارم والحدودا1

فلم أر مثلهم هزموا وفلوا ... ولا كذيادنا عنقا مذودا

يوم العبلاء 2:

عاد الأحياء المذكورون من هؤلاء وأولئك، فالتقوا من قابل في اليوم الثالث من أيام عكاظ بالعبلاء, فاقتتلوا على التعبئة التي تقدمت.

فكان هذا اليوم أيضا لهوازن على قريش وكنانة, فأصيبت قريش وقتل أحد صناديدها: العوام بن خويلد، والد الزبير بن العوام، حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتله مرة بن متعب الثقفي، فقال في ذلك رجل من ثقيف يفتخر بقتله؛ لما له من الخطر:

منا الذي ترك العوام منجدلا ... تنتابه الطير لحما بين أحجار

وفي هذا يقول شاعر هذه الحروب من هوازن، خداش بن زهير:

ألم يبلغكم أنا جدعنا ... لدى العبلاء خندف بالقياد

ضربناهم ببطن عكاظ حتى ... تولوا طالعين من النجاد

ويقول:

ألم يبلغك ما لقيت قريش ... وحي بني كنانة إذ أبيروا

دهمناهم بأرعن مكفهر ... فظل لنا بعقوتهم زهير2

طور بواسطة نورين ميديا © 2015