إليها، أعيش في الظلام. فلما عرفت الحب عرفت النور والسمو وعلمت ما هي اللذة، فلا أنا أجد الآن النور ولا أنا أطيق الرجوع إلى الظلام".

* * *

ولست أستطيع أن أعيد كل ما قالت لأنه مكتوب في كل قصة غرام. وهل الغرام إلا قصة واحدة تتكرر أبداً ولا يمل البشر تمثيلها؟ وهل تمر ليلة على بلد فلا ترى في أحشائه عاشقاً مدنفاً يسهر ويتألم، بينا ينام الناس آمنين، لا يرحمون المحبين لأن الحب شيء لا يدري به إلا المحبون!

ولبثت الفتاة على عذابها، حتى أحست بالجنين يتحرك في بطنها ... فذهبت تحمل وحدها عواقب هذه اللذة التي شاطرها متعتها الرجل.

* * *

واستهل الوليد جميلاً كالزهر، حلواً كالأمل، نقياً كثلج الربا، تبدو في عينيه كبرياء أبيه وجمال أمه، كما يبدو خيال السماء الصافية في البحيرة الساكنة، فتمتلئان بهما كما يمتلئ الجدول بمياه الينبوع الصافي، ويترددان فيهما كما يتردد صدى أنشودة الراعي في مسارب الوادي العميق. فضمته إلى صدرها الفياض بالحب، ونذرت له حبها وحياتها، وعزمت أن تكون له أماً لأنه ابنها، وأن تكون له أباً لأنه ابن حبيبها الغائب، وأن تنشئه على العزة والمجد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015