التفَّتْ على عنقها، فيقشعر جسمها كله ويقف شعر رأسها وتصرخ به: ابتعد عني! فيضحك الرجل ويكركر من الضحك، ويشد على يدها ليجذبها إليه، فتعود إلى صراخها.

- ما للغزال نافراً هذا اليوم؟ تعالي!

- قلت لك دعني، دعني؛ لست لك.

فيصيح بها ساخراً: لمن أنت إذن أيتها العذراء البَتول؟ ألزوجك؟

ويوغل في الضحك ويضمها إليه، فتلطم وجهه وتوغل في الصراخ، فيغضب الرجل ويقسو عليها.

- ألم تقل لك إنها لا تريدك؟

صوت هادئ متزن جعل بكراً يرسل الفتاة ويلتفت إليه، فيرى سيداً كامل الشباب موفور الرجولة، بثياب غالية تشعر بالسيادة والغنى. وتطمئنّ الفتاة وترى فيه حبيبها ومنقذها، ثم يخالطها الخوف عليه لأنها تعلم أي رجل هو بكر، ذلك الذي لا يقوم له شاب في هذا البلد ولا كهل، وتنتظر نهاية هذا العراك وقد أعدت نفسها للدفاع عن حبيبها.

ويصيح به بكر مغضباً: من أنت أيها الرجل الذي يتجرأ على بكر الثقفي؟

ويرفع يده عليه، ولكن الرجل يغض من يده ويقول له هادئاً: أتحب أن تعرف من أنا؟ اقترب لأخبرك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015