رجاله فاستلبوها ما كان معها (?)، فانبرى لهم الشجعان والأبطال ليردّوهم، فأوقعوا بهم وقتلوهم، وكان فيمن قُتل زوج مارييت.

وتاه من بقي في البرية كما يتيه الزورق في لجّة البحر، وعاد أكثر أهلها إلى دنيا الأمن والمروءة والنبل، دنيا المسلمين؛ وكانت مارييت مع التائهين، تمشي معهم قد مات حسها وتبلد شعورها، ولم تعد تستطيع أن تفكر في شيء، تنزل بنزولهم وترحل برحيلهم، وتأكل إن أطعموها وتصمت إن تركوها، وكأنما قد خولطت في عقلها أو أصابها مس من الجنون، حتى بلغوا أسوار أنطاكية، فطردهم أهلها وردوهم (?)!

فرجعوا إلى بلاد الإسلام وقد أيقنوا أنه لن يكون في الأرض أنبل ولا أفضل من هذا الشعب الذي علمه محمد صلى الله عليه وسلم كيف تكون الإنسانية.

أما مارييت فبقيت مكانها ذاهلة كأنها لا تبصر ولا تعي، فأقبل عليها شاب من أهل أنطاكية من قومها، فأخذ بيدها وواساها، فانقادت له وسارت معه حتى احتواها منزله على سيف البحر، فسقطت من التعب والإعياء نائمة.

وأيقظها لغط حولها؛ فاستفاقت فسمعت صوت رجل يقول لصاحبه: ما ندعك تنفرد بها، إنها أجمل امرأة وقعنا عليها.

فيقول الأول: ولكنها صيدي أنا ... أنا الذي اصطادها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015