قصص من التاريخ (صفحة 311)

الزلزال فأفاق الناس فزعين، ولكن الهزة لم تدع لهم سبيلاً إلى التفكير. إن العالم حائر مشدوه لأنه لم يكن يصدق أن هذه هي النتيجة. كلا، ولا هؤلاء الذين تألبوا على أبي يحاربونه. كانوا يظنون أنه سيستسلم لهم. كانوا يتحامَون قتله وينأون عنه، لا يريد أحد منهم أن يلقى الله بدمه وأن يبوء بهذه اللعنة، فلما رأوه مقتولاً ذُعروا وتيقظوا كأنما أفاقوا من حلم هائل.

فاطمة: ولكنهم أفاقوا بعدما فات الأوان. يا لهؤلاء الوحوش، يا للذئاب! لقد دعوه وألحوا عليه، حتى إذا جاء نهضوا إليه بالسيوف وضنوا عليه حتى بالماء. لقد شهدته يقاتل عطشان قد جف حلقه من الظمأ، فحسبتهم سيسقونه، ولكنهم سددوا إلى فمه سهماً ملأ فمه بالدم. هذا هو الذي منوا به عليه!

علي: إنهم سيندمون يا عمة؛ سيعضّون أصابعهم حسرة. إنهم سيلطمون وجوههم لوعة. إن هؤلاء الذين قتلوا الحسين وقتلوا أباه هم الذين سيبكون عليه وعلى أبيه. إن الكوفة التي أذاقتنا الغصص ستكون مثابة شيعتنا ومثوى أحبائنا. سيفنى الأعداء ويبقى الأحباء. سيأتي يوم يقال فيه: أين من قتلوا حسيناً؟ أين أنسالهم؟ أين من يبغض آل بيت النبي؟ قد خلا وجه الأرض منهم، ليس في الدنيا من بني أمية أحد.

الدليل: وما ذنب بني أمية؟

علي: لقد نسيت أنك هنا. ما كان لي أن أتكلم عن بني أمية بمسمع منك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015