قصص من التاريخ (صفحة 310)

علي: كفّي يا عمة! لست وحدك المصابة؛ إن المجد والشرف والإسلام، كل أولئك أصيب يوم أصيب الحسين. كفّي يا عمة، لست وحدك الباكية. ستبكي معك عيون طاهرة لن يجف فيها الدمع إلى يوم القيامة. لقد مات الحسين، لقد قُتل أبي، ولكنه سيعيش خالداً بروحه في جنان الخلد، وخالداً باسمه في القلوب. ألم يختر هو الموت اختياراً؟ ألم يقدُم عليه؟ ألم يُعرض عن نصيحة عمي محمد بن الحنفية؟ ألم يستحلفه عالما الأمة ابن عمر وابن عباس أن يقيم في الحجاز وألا يثق بما يقول الكوفيون، وألا يشقّ عصا المسلمين، فأبى إلا المسير؟ ألم يأتِه الخبر بمقتل مسلم بن عقيل وانقلاب أهل الكوفة عليه؟

فاطمة: بلى، بلى. ولكنه رأى الجور فاشياً، والمنكر معروفاً، وأموال الله نهباً مقسماً وحمىً مستباحاً، فنهض ينصر الحق ويحيي العدل، ولم يقم حتى دعوه وألحوا عليه. ما كان يظن أن المسلمين يقتلون ابن بنت نبيهم ويذبحون أطفاله ويسوقون نساءه كما تُساق أسرى الروم. فكيف كان هذا يا علي ولم تطبق السماء على الأرض؟ أيُقتل بنو النبي وتُسبى نساؤه ولا يغضب أحد؟ ألم يبقَ على ظهر الأرض مسلم؟ هذا ابن بنت النبي وفتى بني هاشم، لو مات على فراشه لهز موته أهل الإسلام، فكيف وقد قُتل مظلوماً، وقد قُتل معه هؤلاء الفتيان البُرآء وهتكت أستار أكرم بيت رفع على هذه الأرض؟ آه! أيطِلُّ (?) دمك يا حسين؟

علي: اطمئني يا عمة. إن دم الحسين لن يطل؛ لقد وقع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015