الدليل: ولِمَ يا سيدي؟ إني من جنود بني أمية ولكني محب لكم ولذلك صحبتكم. وهل يتم إسلام امرئٍ يبغض آل بيت نبيه؟ إني والله ما أوثر عليكم أحداً من بني أمية، ولكنها كلمة الحق.
علي: وما هي كلمة الحق؟
الدليل: هي أن أمير المؤمنين يزيد لم يُرد قتل أبي عبد الله ولم يأمر به، ولقد كتب إلى ابن زياد ألا يقاتل من لم يقاتله.
علي: لقد عرف ذلك الحسين، فسأل القومَ أن يدَعوه حتى يضع يده في يد يزيد، أو يمضي إلى ثغر من ثغور المسلمين فيقاتل فيه المشركين، أو يعود من حيث جاء.
الدليل: أنصفهم والله! ولو قدم على يزيد لوجده مبجِّلاً له عارفاً بقدره، إن لم يمنعه دينه من قتله منعته مروءته (وهو ابن عمه) أن يرمل نساءه ويهتك أستاره.
علي: صدقت والله. ما رأينا من يزيد إلا خيراً؛ أحسن إلينا ولعن ابن سمية وترحم على الحسين، وكان قصره من البكاء على أبي عبد الله كأنه في مناحة (?). ولكن المجرم شمر بن ذي الجوشن.
فاطمة: هذا الذي أوقد النار وضرّاها. لتنزل عليه اللعنة الحمراء، ليكن ملعوناً على كل لسان إلى قيام الساعة.
علي: وعبيد الله بن زياد.