قصص من التاريخ (صفحة 201)

الإسلام في يثرب، فكانت مقر أختها الصغيرة، أحب زوجات الرسول إليه وأفضل أمهات المؤمنين وعالمة النساء ومعلمة الرجال. ثم كانت مهبط الوحي وصلة الأرض بالسماء، ثم كانت دار الحكومة، فيها نظمت خطط الحروب وأعدت قوانين المجتمع وعقدت مجالس الشورى، ومنها خرجت الكتب إلى شيرويه ملك الفرس كسرى شاهنشاه وهراقليوس قاهر كسرى وسيد الدنيا في عصره (ثم خرجت الجيوش لتمحو ملك شاهنشاه وتخلف سيد الدنيا في أرضه وتعود بأسلابه). وفيها عاش النبي صلى الله عليه وسلم حياته، حتى إذا مات دفن فيها، ثم أغلق بابها، لا إلى سنة ولا إلى عشر ولكن إلى ... يوم القيامة.

وكان من أمتع أمانيها هذه الليلة أن تقف على قبر زوجها الماثل في آخر البادية، في الزاوية التي تلتقي فيها بادية العرب بسواد العراق (?) ببساتين العجم ... بالبحر! فتجدد بزيارته عهد الماضي.

* * *

وكانت تتناهى إليها بين كل آونة وأخرى صرخة من صرخات الحراس أو أنّة من أنّات الجرحى، فتردها إلى وعيها، فتتأمل هذه الشعاعة الواحدة التي بقيت لها من شمس حياتها الآفلة، ابنها عبد الله، الذي تجد فيه عبق غرامها بزوجها، وعطر الأمجاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015