إليه ولا يرى فيه ما يريبه، فيقول له: أريد أن تدلني على رجل يدعى كُلَيب بن يوسف الثقفي، من الطائف.
فيضطرب الرجل ويسأله: أتدري - ويحك - ما تقول؟ ابن يوسف الثقفي؟ أخو الحجاج؟
فلا يسمع الأعرابي هذه الكلمة حتى يسرى عنه وينطلق ضاحكاً بملء فيه، ويقول: بل هو والله الحجاج. كنا نسميه كليباً، قاتله الله ما أشد عقوقه! ألا تخبرني أين هو هذا الخبيث؟
- قبحك الله من أعرابي جاهل. أبهذا تصف الأمير؟
ويلتفت إلى كل جهة وقلبه يكاد ينخلع من الرعب، يخشى أن يسمع حديثهما أحد. ثم يقول للأعرابي هامساً: اخفض صوتك ... سألتك بالله!
- ولِمَ ويحك؟
- ألا تعرف من هو الحجاج؟ ألست من سكان هذه الأرض؟
فيعود الأعرابي إلى الضحك وقد راقه ما يسمع، ويقول له: بل أنا من سكان السماء، هبطت الساعة من أعالي جبال الطائف. أما الحجاج فأنا أعرف الناس به: معلم صبيان أحمق!
- ويلك يا أعرابي! هو - والله - أمير العراقين، وقاتل ابن الزبير، وسيف الخلافة الأموية ومثبّت أركانها.