فردّت عليها فتاة سمراء قد تلفعت بثوب من الحرير الأحمر: ألا تدرين ماذا عاقها؟ لقد شغلها هوى فروخ يا حبيبتي. لقد خسرنا سهيلة إلى الأبد.
- ولِمَ يا أمينة؟ أهي أول فتاة تزوجت؟ كلنا عرف الزواج، فما قصرنا في حق الرجل ولا أهملنا حق أنفسنا.
فأجابت أمينة ضاحكة: ولكن ما كل زوج فروخ! أرأيت إلى جماله وشبابه؟ إن له - فوق الجمال والشباب - ثلاثين ألف دينار، أفليس من حق سهيلة أن تنسى معه العقيق ولياليه المقمرات؟
- إن تنسَ العقيق فليس لها أن تنسى صويحبات صباها.
- لو كنتِ مكانها لنسيت أمك وأباك. إن للحب سكرة وللمال مثلها، فأنى لسهيلة أن تصحو من سكرتين؟
فقالت فتاة من طرف المجلس قد آلمها غياب سهيلة: لتكن قد وجدت كنزاً، أفيطير هذا الكنز من يدها إذا فارقت منزلها ليلة؟ لم يبق في المدينة أحد إلا أمَّ العقيق هذه الليلة، أفتبقى سهيلة في عزلتها الموحشة وهي الفتاة اللعوب؟ لا، لا. إنني لا أستطيع أن أفهم هذا.
قالت أمينة: مسكينة أنت يا رفيدة. تقولين إنها في عزلة؟ إنها في جنة الحب يا صديقتي؛ إن الدنيا على سعتها أضيق من هذا العش الذي تعيش فيه مع من تحب ...
* * *