ولما تلفّتَ السلطان وجدهما جاثيين بين يديه يحاولان شكره، فلا تجاوز الكلمات شفاههما إلا وهي جمجمات (?) غامضة. فقال لهما: إنّا لم نفعل إلا ما يأمرنا به ديننا.
قالت المرأة: أدينك يأمرك بهذا؟
قال: نعم؛ فإن الإسلام رحمة للعالمين، للإنسانية كلها.
قالت: أفتضيق هذه الرحمة عن امرأة مسكينة ... تحب أن تسعد وتحيا بسلام في ظلال الإسلام؟
فتهلل وجه السلطان وقال لها: إن رحمة الله وسعت كل شيء.
قالت: كيف أغدو مسلمة؟
قال: تشهدين أن الله واحد، وأن محمداً رسوله. لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
فنطقت بها، وتلفتت إلى زوجها فوجدته ينطق بالشهادة.
* * *
وخرج ويده في يدها يذكران الماضي الحلو والقرية الهادئة.
- لقد تركنا البنفسج يا هيلانة مخضراً يانعاً، فهل أزهَرَ من