قال: أدعوتم أهله إلى الإسلام، ثم إلى الجزية، ثم إلى القتال؟
قال: لا.
قال: إنك قد أقررت. وإن الله ما نصر هذه الأمة إلا باتباع الدين واجتناب الغدر، وإنّا والله ما خرجنا من بيوتنا إلا جهاداً في سبيل الله؛ ما خرجنا لنملك الأرض ولا لنعلو فيها بغير الحق. حكمتُ بأن يخرج المسلمون من البلد ويردوه إلى أهله، ثم يدعوهم وينابذوهم ويعلنوا الحرب عليهم (?).
ورأى الكهنة وأهل سمرقند وسمعوا، ولكنهم كذّبوا عيونهم وآذانهم، وظنوا أنهم في حلم، ولبثوا شاخصين. حتى إن أكثرهم لم يلحظ أن المحاكمة قد انتهت، وأن القاضي والأمير قد انصرفا. وجعل صاحبنا السمرقندي المسلم ينظر في وجه الكاهن الأكبر، فيحس أن نور الحق قد أشرق على قلبه الذي رققته العزلة والتأمل.