فيض القدير (صفحة 10123)

من شرح المركز لزوائد الجامع الصغير: قول النبي صلى الله عليه وسلم (فإن هذا القرآن سبب) أي حبل يرتقى به قال ابن الأثير الجزري في " النهاية ": أصله من السبب وهو الحبل الذي يتوصل به إلى الماء ثم استعير لكل ما يتوصل به إلى شىء كقوله تعالى (وتقطعت بهم الأسباب) أي الوصل والمودات. ومنه حديث عوف بن مالك " أنه رأى في المنام كأن سببا دلى من السماء " أي حبلا. وقيل لا يسمى الحبل سببا حتى يكون أحد طرفيه معلقا بالسقف أو نحوه. قال النووي في شرح مسلم: قوله صلى الله عليه وسلم: (كتاب الله عز وجل هو حبل الله) قيل المراد بحبل الله عهده وقيل: السبب الموصل إلى رضاه ورحمته وقيل: هو نوره الذي يهدي به. أهـ. قوله صلى الله عليه وسلم (فتمسكوا به) أي لأنه يتوصل به إلى الخروج من الفتن والبعد عن الضلال والكفر قال الله تعالى {إنه لقول فصل وما هو بالهزل) قال الطيبي: من ترك العمل بآية أو بكلمة من القرآن مما يجب العمل به أو ترك قراءتها من التكبر كفر ومن ترك عجزا أو كسلا أو ضعفا مع اعتقاد تعظيمه فلا إثم عليه أي بترك القراءة ولكنه محروم كذا في المرقاة. والقرآن حبل الله المتين طرفه بيد الله وطرفه الآخر بيد المؤمن فمن استمسك به فتعلم وعمل وعلم مخلصا لله متبعا لهدي كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لم يضل أبدا حتى يلقى الله فهذه بشارة من النبي صلى الله عليه وسلم لمن حفظ كتاب الله وعمل به نسأل الله أن يجعلنا منهم. قال الطيبي: والحبل مستعار للوصل ولكل ما يتوصل به إلى شيء أي الوسيلة القوية إلى معرفة ربه وسعادة قربه. قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ فى السلسلة الصحيحة 713: " أبشروا أبشروا أليس تشهدون أن لاإله إلا الله وأنى رسول الله؟ قالوا: نعم قال: فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا " رواه عبد بن حميد فى المنتخب من المسند (1 / 58) : حدثنا ابن أبى شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد بن أبى سعيد عن أبى شريح الخزاعى قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره ثم رأيته فى المصنف لابن أبى شيبة (12 / 165) بهذا السند وأخرجه ابن نصر فى قيام الليل (74) من طريق أخرى عن أبى خالد الأحمر به. قلت: وهذا سند صحيح على شرط مسلم. وله شاهد مرسل أخرجه أبو الحسين الكلابى فى حديثه (240 / 1) عن الليث بن سعد عن سعيد (يعنى المقبرى) عن نافع بن جبير به مرسلا. قلت: وهذا مرسل صحيح الإسناد وهو أصح من الموصول. وقد وصله الطبرانى فى المعجم الكبير (1 / 77 / 1) من طريق أبى عبادة الزرقى الأنصارى نا الزهرى عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة فخرج علينا فقال. . . فذكره لكن أبو عبادة هذا متروك واسمه عيسى بن عبد الرحمن بن فروة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015