نجد أنه أثر على مكتشفين كبار في عصور أخرى، ووجه أصحاب رحلات كبيرة، مثل ابن بطوطة، والمسعودي وأبو الفداء فجابوا العالم المتوحش الخاص بزمنهم، دون أن تستولي على عقولهم نزعة استعمارية بل كا نوا يجوبون البلاد لمجرد المعرفة والفائدة العلمية.

وإنه لمن خطأ الأبصار أن نتكلم كما تكلم كلود بورديه، في مقالة خصصها لمظاهرة ططوان (?) عن شيء يسميه هذا الصحافي ((الاستعمار العربي بأسبانيا)) وقد بينا في مقالة سابقة أن الاستعمار وجهة ثالثة (?) يدين بها تاريخ الانسانية لأوروبا.

كما أن أسطورة الجزيرة التي تشتمل على سحر البعد وعلى فكرة عالم غير مسكون، ليست خاصة بالأدب الأوروبي، بل نجد أثرها في الأدب العربي في قصة السندباد البحري وفي قصة حي بن يقظان، دون أن نجد فيه أثر النزعة الاستعمارية.

ولكننا نتساءل إذا كانت أسطورة الجزيرة الخالية تعبر حقيقة في الغرب عن الرغبة في عالم دون بشر.

فإننا نعرف بعض مظاهر الفكر الاستعماري بالجزائر حتى أننا نجد أنفسنا ملتزمين بشيء من التحفظ أمام هذا السؤال.

إننا نعرف على وجه المثال حقد الأوروبي الذي يعيش الواقع الاستعماري في بلد مستعمَر على أخيه الذي يأتي مباشرة من الوطن الأم فالحقد يكون واضحاً إِزاء لجنة التنقيب التي تعين في حالة اضطرارية للتنقيب عن بعض المظالم، كما شاهدنا ذلك هذه الأيام بمناسبة اللجنة التي ذهبت لدراسة الموقف بمراكش الآن ... كما نتذكر أيضاً كيف قوبل بقسطنطينة من طرف الجالية الأوروبية القاطنة بالمدينة رجل دين كبير هو الكردينال ليينار.

حتى أننا بعدما نتأمل هذه المظاهر كلها، نتساءل عن مقدار الإِصابة والتوفيق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015