ابن كثير، كان على جانب كبير من العلم والفضل، كما يشهد له بذلك رأي العلماء فيه، خصوصا في الحديث والتاريخ والتفسير، له كتاب في التاريخ سمّاه البداية والنهاية وأخرج كتاب طبقات الشافعية، وصلت كتبه شتى البلاد في حياته، وانتفع منها الناس بعد وفاته، كان محدثا فقيها، « ... كثير الاستحضار، قليل النسيان، جيد الفهم (?)»، قال فيه ابن حبيب: «زعيم أرباب التأويل، سمع وجمع وصنّف، وأطرب الأسماع بالفتوى وشنف، وحدث فأفاد، وطارت أوراق فتاويه في البلاد، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت اليه رئاسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير، فهو إذن: الإمام المفتي، المحدث البارع، فقيه متفنن، محدث متقن، مفسر نقال، وله تصانيف مفيدة (?). أخذ عنه كثيرون من تلاميذه اسلوبه في التصنيف، وطريقته في النقل والرواية، قال فيه أحدهم: «أحفظ من أدركناه لمتون الحديث، وأعرفهم بجرحها ورجالها، وصحيحها وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك، وما أعرف أني واجتمعت به على كثرة ترددي عليه والا واستفدت منه».
والذين اعتنوا بالبحث في انتاج ابن كثير، وقرءوا تفسيره أو كتابه في التاريخ، وجدوا فيه، شخصية عميقة الفهم، واسعة الاطلاع، غزيرة العلم.
يعتبر تفسير ابن كثير من أشهر كتب التفسير المأثور، وهو بذلك يأتي في المرتبة الثانية بعد تفسير ابن جرير الطبري، يروي فيه أبو الفداء عن المفسرين من السلف،
شرح كتاب الله تعالى، بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وبالآثار المسندة الى أصحابها، مع التعليق عليها جرحا وتعديلا. أعاد طبعه المرحوم الشيخ