ولا نهاية في العجز بعده وقد أعطى الله إبراهيم من قوة الحجة والبرهان ما صير هذا الملك الإله أضحوكة وسخرية في بني قومه.

فقد وهب الله لخليله إبراهيم - من صغره - قوة الحجة العقلية وهو ما جعله يسخر من الأوثان وعبادها وعبادتها، وطاعة المخلوق للمخلوق، كيفما كان مركزه في المجتمع وقد علم أنه لا طاعة إلا للخالق الديان خالق كل موجود، ورب كل معبود من سائر المعبودات من دون الله زورا وبهتانا.

نشأ إبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام في بيئة جاهلة إلى أقصى حدود الجهل فهي تعبد الأوثان والأصنام وتخضع لها وتفعل هذا مع ملكها أيضا وهم أهل (بابل) في العراق، وكان ملكهم المعبود (نمروذ) بن كنعان مستوليا عليهم وقايضا على ناصيتهم بيد من حديد إذ هو جبار شديد البطش بهم وحاكم فيهم بأمره وهواه، أمرهم بعبادته وطاعته والخضوع له، من غير أن ينازعه في هذا منازع، وذلك لما يقدمه لهم من وسائل العيش ومادته والراحة لهم وأرزاقهم كأنه هو الذي خلقها وأوجدها من العدم، حتى يمن عليهم بها، وهذا هو سبيل الطغاة والظالمين في كل زمان ومكان، وقد ظهر في هذه السنوات الأخيرة رئيس دولة في شمال إفريقيا يمن على شعبه بمواقفه السياسة في تحرير بلاده من قبضة الاستعمار، فقال لشعبه المقهور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015