الحكم والسيطرة، فلا عقيدة إلا عقيدة اليهودية، وهذا رأيه، ومن أجل تنفيذ رأيه هذا ارتكب ذلك الجرم الفظيع.
رأينا أن قصة أصحاب ((الأخداود)) هذه تألفت من عنصرين وطائفتين، عنصر الأساس الذي وضعت عليه، وهو الملك والساحر، في جهة، والراهب والغلام في جهة أخرى، وعنصر آخر فيه الشعب المؤمن الموحد المتدين الذي لم يرض بترك دينه وعقيدته استجابة لتهديد الملك وأعوانه وأنصاره، أما الطائفتان فطائفة كافرة جاحدة لربها وخالقها، وطائفة مؤمنة بالله ربها وخالقها، غير أن هذه الطائفة المؤمنة ضعيفة ضعفا ماديا، والطائفة الأخرى قوية بقوة الملك وجنده وأعوانه الظلمة، إذ هي كافرة مشركة بالله، وهي قوية بيدها الأمر والنهي والحكم، فهي بقوتها تسلطت على الطائفة الضعيفة، ففتنتها في دينها بشتى أنواع الفتن لتردها عنه وعن عقيدتها التوحيدية في الله، ولكنها وجدتها صلبة قوية فيها، فلم تستجب لها، ولم ترهبها عندما أرادت منها خلاف عقيدتها، فاصطدمت فيها بصخرة العقيدة الصلبة القوية، وفشلت في محاولاتها تلك، كما فشلت محاولات مشركي قريش مع الضعفاء من أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، هذا هو عمل العقيدة إذا تجردت من الدواعي الخارجة عنها، فكلهم صبر على ما قام به الطغاة الظالمون نحوهم، حتى نصرهم الله على أعدائهم، وهذه هي عاقبة الثبات على