عقيدة الحق تتجدد في كل أوان وحين، وهكذا يتحقق وعد الله الذي وعد به أولياءه وأنصار دينه كما قال (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) وصدق الله في وعده.

وبالتأمل والتدقيق في أمر تينك الطائفتين المذكورتين يتبين لنا ما يلي:

أ - ملك جبار قاهر للضعفاء، غشوم في تصرفاته وتسيره لأمر الرعية، ادعى الألوهية، يحيط به أعوان ظلمة أعانوه على ظلمه، يرهبونه فيستجيبون له في كل ما يأمرهم به، فهم مسخرون بين يديه، يعملون له ما يشاؤه ويريده بكل طاعة وانقياد، لا من يعارضه منهم فيما يطلبه ويبتغيه، ولا من يكفه ويحول بينه وبين الفتك بالضعفاء من عباد الله الذين ليس لهم ناصر إلا هو.

ب - وطائفة من رعيته أبت أن تقر له بدعواه ((الألوهية)) الباطلة، فآمنت بالله وحده ربها ورب العالمين، فأفردته بالطاعة والعبادة والعقيدة الصحيحة، وكانت عقيدتها في ربها ثابتة راسخة رسوخ الجبال، وليس من السهل الميسور تحويلها عنها إلى غيرها، وخصوصا إذا كانت هذه العقيدة التي حاول هذا الطاغية صرفهم إليها عقيدة باطلة، لا يستسيغها العقل البشري النير بنور الإيمان السليم من كل أوساخ الشهوات والأطماع، فصاحب هذه العقيدة لا يستجيب إلا لنداء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015