قلت: لقولين لي كيف يختلف الأزواج؟

ومضينا نستعرض حوادث الاختلاف بيننا ونحلِّل أسبابها فانتهينا إلى الضحك منها.

يا سادة ويا سيدات: إنه قد يكون بين الزوجين اختلاف مفهوم على مال أو عقار، ولكنه نادر وأكثر الخلاف تافه مضحك، ليس له إلا عندهما قيمة أو خطر، وأنا أفهم أن تهتم المرأة بهذا، وما دامت تريد أن تشغل عقلها كما تشغل يدها، وما دامت لا تجد مشكلة علمية أو أدبية تبحث فيها وليس لها إلا مشاكل البيت -ولكن ما بال الرجل يهتم بها ويبالغ في تقديرها؟

تقولون: كيف نصنع ليسود البيت السلام ويشمله الهدوء؟

أنا أقول لكم؛ مقالة مجرب حكيم، فاستفيدوا إن شئتم من حكمتي وتجربتي.

هذه (أقراص) سهلة البلع، عظيمة النفع، فيها شفاؤكم من هذا الداء:

أولها: أن الزواج يبدأ بالحب والعاطفة، والحب أوله حلاوة وآخره مرارة، فهو يعمي البصر، ويصمّ الأذن، ويغطي العيوب، فإذا زال الغطاء، ولا بد يوماً أن يزول الغطاء، وبدا المحجوب من العيوب، وظهر المستور من الأمور وافتقد الزوجان لذة الحب فلم يجداها، انتهى شهر العسل، وبدأت سنوات العلقم، فتجرعا العمر كله مرها، وقاسيا ضرّها. والدواء ألا يرقب الزوجان المحبة والعشق، فالحب عمره كعمر الورد، لا يعيش إلا أمداً قصيراً، ومن طلبه بعد عشر سنين من الزواج كان كمن يطلب من وسط القبر من العظام والرمم الغادة الحسناء والفاتنة الهيفاء. لا، ولكن مودة وإخلاص وحب كحب الأصدقاء والإخوان.

وثانيها: أن الرجل يغتفر لصديقه ما لا يغتفر لزوجته، ويحمل منه ما لا يحمل منها، ويتسامح معه فيما لا يتسامح فيه معها، وما ذلك إلا لأنه يصدق هذه الخرافة التي تقول إن الرجل والمرأة كليهما مخلوق واحد، فهو يريد منها أن تفكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015