نشرت سنة 1938
صورة المشكلة:
آلاف مؤلفة من الشبان يبيتون مسهدين ينتظرون أزواجهم اللائي خلقهن الله لهم، وآلاف مؤلفة من الشابات يبتن الليل مؤرقات ينتظرن أزواجهن الذين برأهم الله لهن، والذراري تطل من شرفة الغيب ترقب تعارف أبويها، لتأخذ بإذن الله، طريقها إلى عالم الوجود، فيكون منها عباد لله صالحون، وجنود للوطن مخلصون، وأنصار للحق ثابتون.
ثم إذا قدر الله وكان زواج، كان الزواج (أكثر ما يكون) همّاً ونكداً وخلافاً مستمراً، وآض البيت من بعده جحيماً محرقاً، وسجناً مظلماً، ونشأ الأولاد على غير تهذيب، ومن غير أخلاق ولا دين ...
هذه هي صورة المشكلة: انتظار أليم يسلم إلى الجنون أو إلى الفسوق أو إلى اليأس، ونقص في الأولاد، وضعف في الأمة، وخراب للبيوت، وضياع للأسر، وفقد للسعادة ...
سبيل العلاج:
هذه هي صورة المشكلة، فما هي أسبابها؟ وما نتائجها؟ وما علاجها؟ بل وما نفع الكتابة فيها؟
لقد كُتب فيها وكُتب (حتى لو أن محصياً أحصى المكتوب فيها لجاء معه كتاب ضخم) فلم يُغن المكتوب شيئاً، ذلك أن المشكلة تحتاج إلى حل عملي يقوم به الآباء، لا إلى نظريات وفلسفات يدلي بها الكتاب والأدباء، من أجل