و:

قم في فم الدنيا وحيّ الأزهرا ... وانثر على سمع الزمان الجوهرا

ولا شك أن هذه الترجمة (أجدر أن تسترق القلوب) - كما قال الأستاذ أبو حديد بك في تقريره.

وعندئذ تطبع الرسالة أربعة آلاف فقط، وأخبار اليوم عشرة آلاف، وينشأ في كل بلدة جريدة صغيرة تنطق بلسان أهلها، ولا يبعد أن تشتد الحماسة لهذه اللغات كما اشتدت بتركيا الجديدة الحماسة للسانها، فيؤذن بها على المنائر، ويخطب بها على المنابر، ويترجم القرآن إلى كل واحدة منها.

وعندئذ لا تستطيع الدول العربية أن تجتمع في جامعة، ولا أن تتحد في شعور، ولا أن تسوق جيوشها إلى فلسطين موحدة القيادة، لأن الصلة الوحيدة بينها هي هذه العربية، فإن انقطعت لم يصل بينها شيء، ولا الدين، لأنها إن ذهبت العربية ذهب معها القرآن فلم يبق دين.

وبعد فلن يكون شيء من هذا. ولو قال به المجمع (ولن يفعل) لما سمع منه أحد، لمكان القرآن من هذه العربية، ولأن الله تكفل بحفظ القرآن، ولكنا أردنا أن نسلّي القراء في أيام العيد التي لا عمل فيها يشغلهم كما أراد الأستاذ أبو حديد أن يسلّي أعضاء المجتمع، الذين جعل الله أيامهم كلها أعياداً ...

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015