الطرد من الدار ونحوها وفي مصر نزع الثياب وأن التقفيل في مصر إغلاق الباب وله في الشام معنى هو أخبث من أن يشار إليه، و (هُون) في الشام هنا، وفي العراق (هنانا)، والهون في مصر هو الهاوون الذي يدق به واسمه في الشام الهاون، هذا عدا عن الكنايات السائرة والمجازات المشتهرة، وهي كثيرة في كل بلد لا يعرفها إلا أهلها يلحنون بها في أحاديثهم، ويسخرون بها من الغريب؛ وعندك بعدُ اختلاف النطق وما ينشأ عنه من اختلاف المعنى، فمن المصريين من يميل بالسين إلى مخرج الزاي، ومن هنا سارت النكتة في دمشق عن مدرس مصري جيء به إلى مدرسة بنات، فقال لإحداهن مؤنباً:
- إيه الأسباب التي منعتك من إعداد الدرس؟
وفي العراق يجعلون القاف جيماً معطشة، وقد سألت حوذياً يوم وصلت بغداد، أن يأخذني إلى ضاحية نزهة. فقال:
- تروي باب شرجي؟
فكدت أبطش به، وما يريد إلا (الباب الشرقي) وهو من منتزهات بغداد.
ومن ذلك أن أديباً مصرياً زارني في إدارة الرسالة، وكان الحديث عن الفساد في مصر، فقال لي إن في دمشق ما هو أفظع وأشنع، إعلانات على أبواب الدكاكين فيها طلب صريح للخنا، فأنكرت واستوضحت، قال: لقد رأيتها بعيني، لوحات فيها (يلزمنا آنسات للخياطة)، والخياطة في عامية مصر كناية عن الزنا. فتأمل!
نعم إنه لا بد من ترجمان؟
وليس يجيء هذا الترجمان إلا من مدرسة، فلا بدَّ لنا إن أقر المجمع اللغوي هذا الاقتراح من أن ندرّس هذه اللغات الشرقية الحية في مدارسنا الثانوية، وننشئ لها قسماً في كلية الآداب، أو أقساماً لأن اللسان الشامي سيكون فيه لغات متعددات، فلغة دمشق ليست لغة حلب، تخالفها في معاني