فلماذا لا تأتونهم بحق الإسلام، لتخلصوهم به من باطل الشيوعية؟
أما والله إذا صار هذا البلد (لا سمح الله ولن يسمح) شيوعياً، فأنتم يا أيها العقلاء، ويا قادة الرأي، المذنبون، لا العامة ولا الدهماء ولا الأغرار من الشباب!
وخامسها: سؤال المصريين جميعاً، ألم يروا هؤلاء الأجانب، أصحاب المتاجر والمعامل والمصارف لم تمتد يد منهم بقرش لرد هذا الوباء، ومساعدة المنكوبين به، ورفع البيوت التي هدمها، وإطعام الأطفال التي يتمها، والنساء اللاتي أيّمها؟ ألم يئن لهم أن يتنبهوا إلى أنهم أحق بخيرات بلادهم؟ لا بالنهب والسلب والثورة وأخذ المال من أصحابه، لا، ما ذلك أردت، ولا يريد هذا عاقل، بل بأن تطرحوا عنكم ثوب الكسل، وتشمروا عن ساق العمل وتنزلوا للميدان؛ وتتعلموا حب المال، والرغبة في الأسفار، وتتقنوا فن الاقتصاد، وصيد الدراهم، والتعاون على الكسب. بذلك تخلص إخوانكم الشاميون من سيطرة الأجانب، وأنقذوا بلادهم منهم، ثم ذهبوا فغزوهم في بلادهم، وانتزعوا أموالهم من أكفهم، وزاحموهم، في مانشستر ونيويورك وبونس ايرس والكونغو وبومباي وطوكيو، وكل بلد في الدنيا، ما خلت مدينة من تجار الشام.
إن بعض العراقيين يقولون مازحين: إن الشاميين يهود العرب
يهود العرب .. طيب والله! .. وهل نقاوم اليهود إلا بهذا؟ بارك الله في تجار الشام - وإن كنت (أشهد الله) أكره نفراً منهم، لما رأيت من طمعهم وجشع نفوسهم. وأتمنى أن أشد أصابعي على أعناق أغنياء الحرب منهم، ولكن الحق أحق أن يقال، ولا تنجح أمة إلا بأمثال هؤلاء التجار.
هؤلاء الذين يشيدون مجدها، ويثبتون بناءها، ويحفظون مالها. فمتى يكون المصريون مثل هؤلاء؟ ومتى أجيء مصر، فلا أرى فيها إلا لوحة عربية باسم عربي، على مؤسسة عربية؟!
يا مصر، هذا هو الطريق! وهذا والله كلام صديق!
***