من وجهة المصلحة:

وقد مضى عهد القوميات وأصبح تاريخاً يدرس في المدارس، وانقسم العالم اليوم إلى قسمين كبيرين مختلفين: قسم في شرق الأرض وقسم في غربها. وما اختلفا في الحقيقة على عقيدة ولا مبدأ! وما اختلفا إلا علينا نحن الأمم الضعيفة. وما استعدا إلا للحرب في سبيلنا أيهما يفوز غنيمة باردة أوسخنة بنا. فهل من المصلحة أن نبقى متفرقين منقسمين أو أن نتحد ونتقارب ونقيم من أنفسنا قسماً ثالثاً محايداً، لا يقاتل على غنيمة ولا يدع أحداً يجعل منه غنيمة؟

وإذا ثبت أن المصلحة في الاتحاد (وذلك ثابت قطعاً) فهل تؤلف كتلة من ثمانين مليوناً مشكوكاً في اتحاد أبنائها في الذكريات والآمال والإرادة العامة؟ أم كتلة من خمسمئة مليون (?)؟

هذا ومن المفهوم المعلوم من الدين ومن العقل ومن الماضي بالضرورة أننا لا نتخلى عن هؤلاء العرب غير المسلمين ولا نعدهم غرباء عنا، بل هم إخواننا في العيش ما أحبوا إخوتنا، لهم ما لنا وعليهم ما علينا. وهذه نصوص ديننا وهذي وقائع تاريخنا، شاهدة على دعوانا. فلا مجال لإثارة العصبيات، والإفساد من الإخوان من هذه الناحية، فلا يطمع في ذلك المفرقون المفسدون ..

وبعد فما هي حدود الاتصال بين العربية والإسلامية؟

من الوجهة المبدئية:

أما الإسلامية فمعروفة واضحة، وللمسلم تعريف شامل وحدٌّ منطقي، فما هو حد العربي الذي يشمل الأفراد ويخرج الأضداد؟

إني لم أجد لدعاة العربية إلى اليوم هذا التعريف الجامع المانع للعربي. من هو العربي؟ أما من عرفنا من قوميي العراق، فإن العربي عندهم وعند عرب نجد والحجاز هو عربي النسب، أي أنهم على مذهب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015