وفي كل حي قد خبطت بنعمة ... فحق لشأس من نداك ذنوب259

وما مثله في الناس إلا قبيله ... مساوٍ ولا دانٍ لذاك قريب260

فلا تحرمني نائلا عن جنابة ... فإني امرؤ وسط القباب غريب261

وحينما يسدي الممدوح إلى الشاعر أو قبيلته معروفًا. كأن يطلق أسراهم، أو يحمي اللاجئين إليه منهم. يعترف له الشاعر بالفضل ويشكره على حسن صنيعه. ويثني عليه جزاء ما قدم من جميل.

ويروى أنه لما أغار النعمان بن وائل بن الجلاح الكلبي على بني ذبيان أخذ منهم. وسبى سبيًا من غطفان. وأخذ عقرب بنت النابغة الذيباني فسألها: من أنت؟ فقالت: أنا بنت النابغة. فقال لها: والله ما أحد أكرم علينا من أبيك وما أنفع لنا عند الملك. ثم جهزها. وخلاها. ثم قال: والله ما أرى النابغة يرضى بهذا منا. فأطلق له سبي غطفان وأسراهم.

فقال النابغة في مدحه262:

لعمري لنعم الحي صبح سربنا ... وأبياتنا يومًا بذات المراود263

يقودهم النعمان منه بمحصف ... وكيد يعم الخارجي مناجد

وشيمة لا وانٍ ولا واهن القوى ... وجد إذا خاب المفيدون صاعد

فآب بأبكار وعون عقائل ... أوانس يحميها امرؤ غير زاهد

ويخططن بالعيدان في كل مقعد ... يخبئن رمان الثدي النواهد

ويضربن بالأيدي وراء براغز ... حسان الوجوه كالظباء العواقد

غرائر لم يلقين بأساء قبلها ... لدى ابن الجلاح ما يثقن بوافد

أصاب بني غيظ فأضحوا عباده ... وجللها نعمى على غير واحد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015