كانوا يمدحون إشادة بعظيم، أو إعجابًا وإكبارًا لعمل جليل. أو اعترافًا بصنع جميل، أو رغبة في معروف، أو حبًّا في العطايا والمنح، وكانت المعاني التي تردد في المدح من بين تلك التي يتغنون بها في الفخر.
يروى أنه لما حارب الحارث بن جبلة بن أبي شمر الغساني بني تميم، وانتصر عليهم. أخذ أسراهم. وفيهم شأس أخو علقمة الفحل. فرحل إليه علقمة يطلبه منه، فقال قصيدة يمدح فيها الحارث، بدأها بالغزل ووصف الناقة التي حملته إلى الممدوح. ثم شرع في المدح، فكان مما قال244:
وأنت امرؤ أفضت إليك أمانتي ... وقبلك ربتني، فضعت، ربوب245
فأدت بنو كعب بن عوف ربيبها ... وغودر في بعض الجنود ربيب246
فوالله لولا فارس الجون منهم ... لآبوا خزايا، والإياب حبيب247