فهرس الفهارس (صفحة 737)

محبته في الجانب النبوي العظيم فلا تسأل عنها فاق فيها جميع أهل عصره فيما رأينا وأوانِه، وكثيراً ما كنت أذهب معه إلى زرهون فتمر بنا هناك أيام يفخر الزمان بها علماً ومذاكرة وذكراً وتوجهاً،. وأما أخلاقه مع الصديق والعدو والمحب والمبغض فلا تسأل عنها، لا يلقى أحداً إلاّ بغاية البشاشة ونهاية اللطف مع الإكرام التام واللين المفرط العام، ولا يذكر أحداً قط بغيبة ولا يكاد يذكر في مجلسه أحد بذلك أيضاً، بل مجالسه كلها مجالس ذكر وتذكير وعلم وتعليم ووعظ ونصح لا تكاد تخرج عن ذلك، وبالجملة فهو وحيد عصره وفريد أوانه ودهره، وقد استجزته عند هجرتي من فاس إلى المدينة في طريقتهم الكتانية فأجازني "، اهـ. باختصار كثير.

وعنه أخذنا وبه تربينا، فله علينا في هذا الباب المنة العظمى والمرتبة الزلفى، جزاه الله خير الجزاء. وقد خرجت له عدة فهارس وكتبت عنه عدة إجازات ذكرت في حروفها (انظر أعذب الموارد في الطرق التي أجيز بالتسليك عليها الشيخ الوالد، وفتح القدير في أسانيد والدي الشيخ عبد الكبير، ومنية القاصد في أسانيد الشيخ الوالد، والمسلسلات) أجازني غير مرة وخلفني وحباني، وبكل ما عنده هداني. انتقل إلى جوار ربه ضحى يوم الخميس 26 ربيع الأول عام 1333، ودفن بزاوية والده الكتانية من فاس رحمه الله ورضي عنه.

ونروي عنه أيضاً بواسطة أعلام العصر شرقاً وغرباً، ولنقتصر على عشرة: 1 فعن أخينا الأستاذ الشهير أبي عبد الله محمد، 2 وعالم زرهون أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الإدريسي الشبيهي، 3 وقاضي الرباط أبي العباس أحمد بن محمد البناني، 4 وشيخنا زاهد مكة ومسندها أبي علي حسين بن محمد الحبشي الباعلوي الشافعي، 5 ومسند الشرق الشيخ أحمد أبي الخير المكي الهندي، 6 والمحدث المسند الشيخ خضر بن عثمان الحيدرأبادي الهندي، 7 ومسند افريقية الشيخ محمد المكي بن عزوز التونسي نزيل الآستانة، 8 وبوصيري العصر أبي المحاسن يوسف بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015