يشوّش على العوام الذين هم كالأنعام، بل أكلم الناس على مقدار عقولهم. ومن منحه تعالى أني رزقت الاشتغال بالمنقول أكثر من المعقول، وما أجد في تدريس الحديث وفقهه من اللذة والسرور ولا أجده في غيره. ومن منحه تعالى أن جعلني سالكاً بين الإفراط والتفريط، لا تأتي مسألة معركة الآراء بين يدي إلاّ ألهمت الطريق الوسط فيها، ولست ممن يختار طريق التقليد البحث بحيث لا يترك قول الفقهاء وإن خالفته الأدلة الشرعية، ولا ممن يطعن عليهم ويهجر الفقه بالكلية " الخ. كلامه الذي كله جواهر ودرر.
وله في مسألة زيارة القبر النبوي وشد الرحال له عدة مصنفات منها: الكلام المبرر في نقض القول المحكم، والكلام المبرور في رد القول المنصور، والسعي المشكور في رد المذهب المأثور، قال رحمه الله: " ألفتها رداً لرسائل من حج (?) ولم يزر قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحرم زيارة قبره المعهودة في العصور الإسلامية " اهـ. من كتابه " أبرز الغي الواقع في شفاء العي ". وكتبه هذه الثلاثة هي كالرد على " الصارم المنكي " لابن عبد الهادي الحنبلي الذي قال عنه المترجم أيضاً في محل آخر: " راجعته فوجدته منقلباً على نحر شيخه ودعوى انه لم يقدر أحد من المخالفين على معارضته صادر عن الغفلة، فقد رده على أحسن وجه ابن علان، ورددت كثيراً من مواضعه في السعي المشكور " اهـ.
مات رحمه الله سنة 1304. أروي ما له عن الشيخ أحمد أبي الخير المكي وابن خالة المترجم الشيخ عبد الباقي اللكنوي، كلاهما عنه، وقد أوقفني الأول على إجازته العامة من المترجم، وأرجو الله أن أكون له خير خلف لاشتراكي معه في الاسم ومعظم أحرف بلده واتفاقي معه في غالب ميوله ومبادئه وأفكاره.