وتوسطاً، ولد سنة 1264، وحفظ القرآن وهو ابن عشر، ثم اشتغل بالعلم على والده وغيره من أصحابه، وكان صاحب همة لا تعرف الملل، واعتناء بالتقييد والجمع والمطالعة لم يمس الكلل، مع النباهة وسلامة الإدراك.
أجازه والده عامة ما له كما أجازه هو الشهاب دحلان والشيخ الجمال ومحمد العزب والشيخ عبد الغني الدهلوي والشيخ حسين أحمد المحدث المليحابادي الأخير عن عبد العزيز الدهلوي عامة وغيرهم. ثم حج المترجم فأجازه هو دحلان والشيخ عبد الغني وغيرهما من شيوخ أبيه وزاد بالأخذ عن مفتي الحنابلة بمكة محمد بن عبد الله بن حميد الشرقي المكي.
وألف التآليف العديدة النافعة، خصوصاً في علم الحديث والتاريخ والفقه من أهمها: حاشيته على موطأ محمد بن الحسن، وكتاب الأنوار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، وترجم والده برسالة سماها " حسرة العالم في وفاة مرجع العالم "، والفوائد البهية في تراجم علماء الحنفية (?) ، والتعليقات السنيّة على الفوائد البهية، وخير الخبر باذان خير البشر، وتحفة الاخيار في إحياء سنة سيد الأبرار، وتعليقه المسمى " نخبة الانظار "، وزجر الناس عن إنكار أثر ابن عباس، والأجوبة الفاصلة عن الأسئلة العشرة الكاملة، ودافع الوسواس في أثر ابن عباس، وتأليف في الأحاديث المشتهرة، ورسالة في تراجم فضلاء الهند، وطرب الأماثل بتراجم الأفاضل، وغير ذلك من التصانيف في الحكمة والطب والمنطق والفقه. وتفصيل أسانيده ومشايخه ومشايخ مشايخه في رسالته " إنباء الخلان بأنباء علماء هندستان ".
قال المترجم عن نفسه في كتابه " النافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير ": " من منحه تعالى أني رزقت التوجه إلى فن الحديث وفقهه، ولا أعتمد على مسألة ما لم يوجد أصلها من حديث أو آية، وما كان خلافَ الحديث الصحيح الصريح أتركه، وأظن المجتهد فيه معذوراً بل مأجوراً، ولكني لست ممن