بها واجب أم جائز سواء وقت في حال الحياة أو غيره وهل ورد في الأحاديث أن الصحابة كانوا يقبلون يد رسول الله صلى الله عليه وسلم الكريمة أو رأسه أو قدميه الشريفتين أم لا وهي في كراسة، كلاهما عندي في مجموعة سندية الخط، وهما من الغرابة بمكان. وله عدة مجموعات وحواشٍ على كتب الفقه الحنفي، وله مجموعة في إجازات مشايخه له وأسانيدهم نظماً ونثراً، وقفت عليها بين كتبه بالمدينة المنورة ولم يتيسر لي تلخيصها، وإني آسف على ذلك كثيراً.
وكان مدة مقامه بالمدينة مثابراً على إقراء كتب السنّة حتى إنه كان يختم الكتب الستة في ستة أشهر، بل حدثني المسند الخطيب السيد أبو جيدة بن عبد الكريم الفاسي أنه حدثه شيخه المعمر العلاّمة الشيخ حسن الحلواني المدني أنه سمع على شيخ عابد الكتب الستة في شهر وأخذها عنه دراية في ستة أشهر، وهذا الصبر عجيب عن المتأخرين. وحدثني أيضاً عن الحلواني المذكور أن الشيخ عابد كان يقول: " لمثلي فليُسْعَ لأن بيني وبين البخاري تسعة " اهـ. وخلف مكتبة نفيسة أوقفها في المدينة المنورة اشتملت على نفائس وأصول عتيقة عليها سماعات أعلام الحفاظ، ومن أهمها وأغربها وأنفسها سفر واحد اشتمل على الموطأ والكتب السة وعلوم الحديث لابن الصلاح مقروءة مهمشة بخط واضح، وهو سفر لا نظير له فيما رأيت من عجائب ونوادر الآثار العلمية على كثرتها في أطراف الدنيا. مات رحمه الله يوم الاثنين 18 ربيع الأول سنة 1257، ودفن بالبقيع قبالة باب قبر عثمان. انظر أسانيدنا إليه لدى الكلام على كتابه " حصر الشارد " من حرف الحاء.
380 - عارف الله أحمد باي التركي (?) : هو الشيخ شهاب الدين أحمد