لقلة ذلك في زمانهم بالنسبة لمن بعدهم. وقد بلغ الحسد ببعض معاصري المترجم إلى أن قال في " شرحه على القاموس " بعد اطلاعه عليه:
أقول لشارح القاموس لما ... أتى فيه بشبه الفارسية
لقد شبهت مجد الدين قوساً ... فأحدث فيه شبه الفارسية
فليتك أن تكون إمام نحو ... فتحسن ما بمتن الأجرومية
تفوز من الأجور بضرب عشر ... بعشر ثم ذاك الأجر ميه وعارضه بعض من قرب زمنه منا من الفاسيين، وهو الفاضل المسند المعمر أبو محمد عبد الكبير بن المجذوب فقال:
أقول لشارح القاموس لما ... أتى فيه بعقيان ودر
بنيت وقاية للدين قوساً ... وقاك الله من سوء وضر تنبيه: عد الشهاب المرجاني في " وفيات الأسلاف " وصاحب " عون الودود على سنن أبي داوود " المترجم من المجددين المحدثين على رأس المائة الثانية عشرة. وممن رأيته وصفه بذلك تلميذه العلامة الأديب الشهاب أحمد ابن عبد اللطيف البربير البيروتي في كتابه " عقود الجمان فيمن اسمه سليمان " ولعمري إنه لجدير بذلك لتوفر أغلب شروط التجديد فيه، وهو أيضاً ممن أجاز عامة من أدرك حياته. وفي آخر ألفيته:
نظمتها للآخذين عني ... وبعضهم قد استجاز مني
فقد أجزت كل ما ذكرته ... لكل راغب له علمته
وكل من قد استجاز مني ... في الأخذ والعلم بكل فن
وكل ما ألفته في علم ... أو قلته في النثر أو في النظم
فليرو من شاء على أي صفة ... إجازة فيها التقى والمعرفة