والعربي بن المعطي بأسانيدهم. وأخذ الطريقة الدرقاوية عن إمامها الشيخ أبي حامد مولاي العربي، وذكر أصولها ومبناها وسندها بما أفاد فيه وأجاد، وأتم تصنيفها سنة 1245. ومما يلاحظ عليه أنه لم يذكر أن أحداً من مشايخه أجازه، فرواياته كلها بالسماع، وربما صرح أنه قرأ على الشيخ بعض الكتاب، ثم يروي عنه جميعه، وهذا غير سائغ ولا معروف عند أهل الصناعة، وقد بسطت ذلك في نقدنا لفهرسته رحمه الله.
وفي فهرسة مسند المغرب أبي زيد عبد الرحمن سقين أن مرجع سنده في صحيح مسلم ابن عبد الدايم يرويه عن ابن صدقة الحراني قال: سماعاً، خلا من قوله: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، وكتاب الصوم بكماله، فاجازه قال: وكان ابن عبد الدايم يحلف أنه أعيد له، يعني الفوت المذكور على شيخه المذكور، وفي جميع الفهارس والمشيخات أن يحيى بن يحيى الليثي كان يروي الموطأ عن مالك عدا ما فاته سماعه من مالك، وهو مقدار يسير كان يرويه عن زياد بن عبد الرحمن بن شبطون عن مالك لا عن مالك، فانظر إلى تحري من تقدم والصدق في الرواية وإلى ما وصل إليه الحال الآن من تعمد أحدهم إلى سياق أسانيد الكتب الستة من طريق شيخ عن شيخ له لم يحضر عليه إلا في فرائض المختصر، وليست له منه إجازة، فبمجرد الحضور عليه في دروس معينة روى عنه كل ما لعله لم يروه هو أيضاً، وإنا لله على ضياع العلم وانقطاع سلسلته، ثم إذا أرادوا وصل سلسلة وصلوها بالكذب والتزوير:
الله أخر موتتي فتأخرت ... حتى رأيت من الزمان عجائبا وهذه نفثة مصدور جرت إليها هنا المناسبة.
ثم بعد سفر الشيخ الكوهن للحج استجاز من الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن سراج مفتي مكة فأجازه، ولقي الشيخ الحافظ أبا عبد الله السنوسي فأخذ