الرواية عن عبد الله السنوسي وأحمد بن إبراهيم السديري وأمثالهم، نعم ما ذكره من أن محمد بن عبد الوهاب أخذ عن البصري فيه عندي نظر، لأن المعروف في تاريخ الوهابية أن محمد بن عبد الوهاب ولد سنة 1111 ومات سنة 1207، وهو الذي في " الخلاصة الدحلانية " فإذاً إنما عاصر البصري بنحو العشرين سنة، لأن وفاة البصري كانت سنة 1134، وعلى ما في " التوضيح " لحفيده سليمان أن ولادته كانت سنة 1110 وكذا في " الحطة " لصديق حسن، فعلى هذا يستبعد أخذه عنه وهو بمكة وابن عبد الوهاب في نجد، والمعروف ان ابن عبد الوهاب إنما أخذ عن طبقة كبار تلاميذ البصري وتلاميذ تلاميذه كعلي الداغستاني الدمشقي وعبد اللطيف الأحسائي ومحمد العفالقي. وفي " الحطة " أنه أخذ عن عبد الله بن إبراهيم النجدي تلميذ الشيخ أبي المواهب الحنبلي، وانظر كتب أولاده كالتوضيح لسليمان بن عبد الله ابن محمد بن عبد الوهاب وغيره مما لهم، والله أعلم. ولو صح أخذ محمد ابن عبد الوهاب عن البصري لكان آخر تلاميذه في الدنيا، مع أن آخرهم موتاً فيما نحفظ الشمس محمد بن عبد الله المغربي، مات قبله سنة 1201، كما سبق في " الامداد " للبصري.
وقد وقفت على مجموعة إجازات الشيخ عابد من مشايخه بين كتبه الموقوفة منه على المسجد النبوي بالمدينة المنورة.
أروي " حصر الشارد " هذا من طريق 26 رجلاً من كبار تلاميذه:
الأول: الشيخ عبد الغني الدهلوي المدني العمري لقيه بالمدينة عام 1205، وسمع عليه مسلسلات " حصر الشارد " وكتب له إجازة حافلة، عندي نسختها، أجاز المذكور لنحو العشرين من أشياخنا كالوالد وأبي جيدة بن عبد الكبير الفاسي وعبد الملك بن عبد الكبير العلمي وعبد الله بن إدريس السنوسي من المغاربة، وأبي الحسن عليّ بن ظاهر وعبد الجليل برادة وحبيب