سنة، وسيأتي عن الحافظ في ترجمة السلفي أن أكثر ما وقف عليه في هذا الباب مائة وخمسون سنة، وزاد عليه السخاوي من بينهما في الوفاة نحو مائة واثنتين وخمسين، فما حصل للحافظ لم يحصل لأحد في الإسلام على هذا ولم يسبقني أحد فيما أعرف إلى استدراكه والتنبه له والحمد لله.
وأغرب من مسألة الوسيمي والغمري وأعجب بكثير، ما أخبرنا به العالم الفاضل سليل المجد والرفعة السيد أحمد الشريف بن محمد الشريف بن الأستاذ محمد بن عليّ السنوسي الخطابي الطرابلسي في كتابه إلي من بلاد الأناضول " أن جده المذكور أخذ عن شريف معمر اسمه عبد العزيز نزيل أرض الحبشة عاش أزيد من خمسمائة سنة، كتب للشيخ السنوسي إجازة عامة كما هي له من ابن حجر الحافظ، وأن الرجل المذكور مات في 21 صفر عام1276 بعد موت جده المذكور بثلاثة عشر يوماً، ثم وجدت السيد أحمد السنوسي المذكور نقل في ثبته عن جده الأستاذ السنوسي في حق عبد العزيز المذكور أنه ولد بوادي فاطمة في القرن الثامن سنة 56 وعاش من العمر خمسمائة وعشرين سنة، اه ". ونقل لي السيد أحمد الشريف صورة إجازة المعمر المذكور لجده، وهي عامة، فعلى هذا نروي عن المعمر الناسك عبد الهادي بن العربي عواد عن الأستاذ السنوسي عن الحبشي المذكور عن الحافظ ابن حجر.
قلت: لعل هذا الحبشي هو المذكور في كتاب " المجد الطارف والتالد على أسئلة الناصري سيدي أحمد بن خالد " للعلامة الأديب المؤرخ الجوال محمد الأمين الصحراوي الشنكيطي المراكشي قال: " حدثني العلامة الصوفي سيدي الحاج عمر ابن سودة ونحن بدكالة عام 1284 قال لي انه رأى أيام موسم الحج بمكة رجلاً جاء من الحبشة، وأن له من العمر نحو ستمائة سنة، وكان أخبرني بهذا الرجل بعض الحجاج قبله الذين ذهبوا إلى بلاد الحبشة، وزاد أنه تسقط أسنانه بمدة وتنبت في موضعها أسنان أخر، اه ".