فهرس الفهارس (صفحة 253)

بكرتها بحاشيته، وأقرأ بقية الكتب الستة، وحدث بأوائلها، وأقرأ مسند الدارمي بأمر سلطاني، والشفا بمراكش وفاس، والجامع الصغير ومشارق الصغاني، وأملى عليها شرحاً نفيساً، هو عندي، والشمائل للترمذي، وعلق عليها، وأقرأ الأربعين النووية، وكتب عليها شروحاً منها واحد طبع بفاس، والفتوحات الإلهية للسلطان سيدي محمد بن عبد الله، والألفيتين للعراقي، والكعبية لأبن زهير وشرحها، والبردة والهمزية مراراً، والتفسير في عدة سنوات، والألفية نحواً من ثلاثين مرة، وربما أقرأها في الشهر الواحد بدءاً وختماً، وأقرأ أحياناً التسهيل والمغني والكافية والشافية، وأما الأجرومية فلم يزل يقرئها خصوصاً للصغار من أعقابه وأبناء أهل المودة إلى وفاته. وأقرأكبرى السنوسي والمقاصد للسعد والمواقف للعضد والورقات وجمع الجوامع والحكم، وهي آخر مادرس، والمباحث الأصلية، وابن عاشر، والرسالة، حتى لم يكن يدعها، وأقرأ التهذيب حيناً من الدهر، وأقرأ مختصر خليل نحو الثلاثين مرة وربما أضاف إليه أحياناً الجامع وشرحه، وهو مطبوع بفاس، يبتديء قراءته قبله أو يختمه بعده وكان يختم المختصر غالباً في سنتين وتارة في أكثر وأخرى في أقل، وأقرأ بالجامع الأزهر بمصر الموطأ، حضره أعيان المذاهب الأربعة وكبار شيوخ مصر وصلحائها كالصعيدي والدردير وعبد العليم الفيومي الأزهري الضرير والشيخ سليمان الفيومي والشيخ حسن الجبرتي والسيد عبد الرحمن العيدروس والحافظ مرتضى الزبيدي والأمير المالكي الكبير ومحمود الكردي وغيرهم.

وقد رزق سعداً عظيماً في التلاميذ، وجاهاً ودنيا في أيامه، وحاز المناصب السامية في الدولة ولأبنائه وأحفاده، ويذكر في باب سعة خاطره وتحمله أن تلميذه النقيب أبا الربيع الحوات أنشأ أبياتاً قال فيها:

قولوا لشيخكم ابن سودة انه ... قرب الرحيل فهل له من زاد

عاش القرون وفاز من أيامه ... بالمال والأولاد والأحفاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015